رغم كثرة الأصوات حولي مع ازدحام للبشر
إلا أنني بمفردي مع عزلتي ،وكأنما ذاك قدر
أفكر بمكانٍ بعيد يطلع عليه نصف قمر
وكما البنفسج ..
كم حيّرتني هذه الزهرة ، مُلئت الحديقة بأصناف الزهور ، لكنها تأبى إلا أن تنمو وحيدة ً حزينة ..وكأنما ثوب الوحدة قد خُلع عليها منذ بدء تكوينها ..
تركتُ كل أموري وراء ظهري ووضعت هذه البنفسجية أمامي ، وجلست أتأمل ..أتساءل !
أتراها لا تفهم الزهور الكبار المقربين حولها ، بالرغم من أن لهم نفس المسكن ، هل هي أمور الحياة شغلتهم فكلٌ يسعى ، يصارع من أجل البقاء .. أما هي فأقصى ما تأخذه منهم طعام وشراب يكفي مسير حياتها ..
أتراهم ابتعدوا .. هم الذين لم يفهموها ، تركوها وحيدة تصارع أهواءها ، أم هي حالة طارئة أصابتها فلا دخل لأحد في اضطرابها ..
أطلتُ الجلوس علّني أفهم سر حياتها ، عندها .. ضاقت الكلمات في صدرها فأخبرتني : حملت ُ هماً يوماً بعد يوم حتى كاد أن ينحني الظهر ، ورحت أسعى وراء الحقيقة وأخشى كل أمر فيه وٍزر ، فلا تلوميني ... وتلمّسي لي
كل عذر ..
أيها البنفسج .. قد كنتَ مثلي .. أو كنتُ مثلك ...